جورج عبد الله.. سجين لبناني ينال الحرية بعد 40 عاماً في سجون فرنسا
جورج عبد الله.. سجين لبناني ينال الحرية بعد 40 عاماً في سجون فرنسا
في الطلب الحادي عشر له وافقت محكمة فرنسية على الإفراج المشروط عن الناشط اللبناني جورج إبراهيم عبدالله المسجون في فرنسا منذ 40 عامًا، وسيتم تنفيذ قرار الإفراج في 6 ديسمبر المقبل بشرط مغادرة الأراضي الفرنسية وعدم العودة إليها.
وفي منتصف العام الحالي، كلفت الحكومة اللبنانية، وزير العدل، هنري خوري، بمراسلة السلطات الفرنسية للمطالبة بإطلاق سراح المناضل جورج عبدالله المحتجز في فرنسا بصورة غير قانونية رغم انتهاء فترة حبسه المقررة قانونًا.
وفي ديسمبر من العام الماضي 2023 تواصل الحزب الشيوعي اللبناني الذي ينتمي إليه جورج مع حركة حماس الفلسطينية من أجل تبني قضيته في أي صفقة تبادل مقبلة بين الحركة وإسرائيل.
السجن مدى الحياة
حكم على جورج عبدالله، الناشط السابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بالسجن مدى الحياة لتورطه في مقتل الملحق العسكري الأمريكي تشارلز روبرت راي والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف وعارضت واشنطن باستمرار إطلاق سراحه.
ولد جورج إبراهيم عبدالله في بلدة القبيات في شمال لبنان أبريل 1951 وينتمي لأسرة مسيحية مارونية.
بدأ اهتمامه بالقضايا القومية العربية في السبعينيات وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فدعم النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
في الخامسة عشرة من عمره التحق بصفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، وفي الوقت نفسه التحق بدار المعلمين في الأشرفية ببيروت وبدأ في العمل بمدرسة بمنطقة أكروم بعكار.
وخلال تلك الفترة زاد اهتمامه بالقضية الفلسطينية فانضم إلى صفوف الحركة الوطنية ومن بعدها إلى حركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
الفصائل الثورية اللبنانية
وفي عام 1980 شارك في تأسيس الفصائل الثورية اللبنانية التي ظهرت كمشروع مشترك لقوى ماركسية لينينية فلسطينية ولبنانية وقادت هجمات ضد مصالح وشخصيات لها علاقة بالولايات المتحدة وإسرائيل.
وأصبح جورج في فترة من الفترات وحتى اعتقاله قائدًا للفصائل وعرف بأسماء حركية مثل صالح المصري وعبد القادر السعدي.
زُعم أنه تورط في مقتل الملحق العسكري الأمريكي بفرنسا تشارلز روبرت راي والدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف.
وفي أوائل أبريل 1984، اكتشفت الشرطة الفرنسية مخبأ للأسلحة في باريس، وتبين أن جورج له علاقة بالأمر وبينما كان يقود سيارته إلى ليون الفرنسية من سويسرا لاستلام وديعة لشقة أوقفته الشرطة الفرنسية وكان وقتها يتعرض لملاحقة واسعة من قبل شبكة عملاء الموساد.
ناضل من أجل حقوق الفلسطينيين
حكم على جورج بالسجن المؤبد وخلال محاكمته أصر على كونه "مقاتلاً" ناضل من أجل حقوق الفلسطينيين وليس "مجرماً".
وقال الناشط اللبناني، "إنني أفعل ما أفعله بسبب الظلم الذي وقع على حقوق الإنسان في ما يتعلق بقضية شعب فلسطين".
وفي عام 1999 أكمل الجزء الأدنى من عقوبته بالسجن المؤبد، لكن طلبات عديدة للإفراج المشروط رفضت، وفي عام 2003 منحته المحكمة الإفراج المشروط، لكن وزارة الخارجية الأميركية اعترضت على القرار.
وكان يحق لعبدالله كل عامين أن يطلب موعدًا جديدًا للإفراج عنه، وقد رفض الطلب لعشر مرات حتى قُبل في المرة الحادية عشرة.
إفراج مشروط
في 10 يناير 2013، حصل عبدالله على إفراج مشروط بعد الاستئناف من قبل غرفة الاستئناف في باريس بشرط صدور أمر ترحيل من فرنسا وكان يوم 14 يناير 2013 هو الموعد المقرر لعودة عبدالله إلى لبنان بعد قرابة 30 عاماً من السجن في فرنسا.
إلا أن وزير الداخلية، مانويل فالس، رفض التوقيع على ورقة إدارية لترحيله مما أدى لمنح السلطات فرصة أخرى للاستنئاف ووقف قرار الإفراج.
وفي عام 2013 صوت أغلبية أعضاء المجلس البلدي في بانيوليه شرق العاصمة الفرنسية، على منح جورج عبدالله إقامة فخرية، ووصفوه بأنه ناشط شيوعي وسجين سياسي "ينتمي إلى حركة المقاومة في لبنان، بلده.